الصراعات المستقبلية بعد مقتل إسماعيل هنية
إسماعيل هنية
الصراعات المستقبلية بعد مقتل إسماعيل هنية
الدكتور اكرم حياوي
في عالم مليء بالتحديات السياسية والصراعات المستمرة والمفاجئة، تتلاقى القوى والمصالح والأيديولوجيات في صراع دائم يعكس تعقيد العلاقات الدولية وتنوع التحديات التي تواجه العالم، كون العالم يشهد اليوم توترات وتصادمات مما تترك بصماتها على الساحة الدولية، لذلك تعتبر عمليات الانتقام واحدة من أكثر الظواهر تعقيدًا وتأثيرًا على الساحة الدولية، وتتنوع أسباب هذه العواصف الانتقامية نتيجة لجسامة الواقعة المرتكبة واهميه الشخص، ألا ان اهم الحوادث التي تثير التوترات بشكل خاص هو مقتل الشخصيات البارزة، ومن ضمنهم الشخصيات السياسية ذات الأثر الكبير.
إسماعيل هنية، الشخصية السياسية المعروفة والمثيرة للجدل، مواليد1963 حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب العربي من الجامعة الإسلامية في غزة، انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في أواخر الثمانينات حيث تعتبر حركة إسلامية داخل الأراضي الفلسطينية هدفها هو تحرير فلسطين كاملة من النهر إلى البحر، وترقى هنية عدة مناصب قيادية حتى تم تعيينه رئيساً لوزراء السلطة الفلسطينية في عام 2006، وفي عام 2017 : انتُخب رئيساً لحركة حماس.
وفي 31 يوليو 2024، أعلنت إيران اغتياله في طهران بغارة صهيونية غادرة، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد لقي حتفه في ظروف غامضة، مما أثار عاصفة من الغضب والحزن لدى جماهيره والمجتمع الدولي، هذا الحدث المروع لن يمر دون تأثير، بل سيكون له عواقب جسيمة على المشهد السياسي والأمني في المنطقة، لذلك سوف تتسارع العواصف الانتقامية التي قد تلوح في الأفق، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، ويثير تساؤلات حول ما قد يحدث بعد هذه المأساة، نظرًا لتأثير إسماعيل هنية ودوره في السياسة، من المرجح أن تكون ردود الفعل على اغتياله غاية في الشدة والتعقيد، ومن المتوقع اندلاع صراع جديد يعصف بالمنطقة، وذلك من خلال رد الفعل الأول من قبل إيران حيث تم رفع "راية الثأر" الحمراء على قبة مسجد جمكران ردا على اغتيال إسرائيل لزعيم المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن الراية الحمراء، تعتبر في التقاليد الشيعية كرمز للثأر بالدم، والانتقام، ويتم رفعها في حالة الخسائر الفادحة، أو الدعوة للانتقام.
حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، السيد ناصر كنعاني أن دماء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية رحمه الله "لن تذهب هدرا".
وهنا تسارعت جهود الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين في تنظيم مناقشات عاجلة في الشرق الأوسط لتجنب اندلاع حرب إقليمية ولإقناع طهران بضرورة عدم الرد أو القيام بأي عمل عنيف، وبعد ان تفاقمت الأحداث بشكل سريع أعلنت بعض شركات الطيران، عن تعليق رحلاتها بين نيويورك وتل أبيب نتيجة التوترات في المنطقة.
وكذلك إعلان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لمناقشة التطورات المتسارعة في المنطقة بعد حادث اغتيال إسماعيل هنية، واستعدت واشنطن بتجهيز 12 سفينة حربية في الشرق الأوسط.
والجدير بالذكر ان هناك دول وجماعات مسلحة تعارض عملية الاغتيال ومن المتوقع أن تتعاون مع إيران في رد فعل وثأر محتمل، ان هذه الأحداث المتسارعة ستلعب دورًا حاسمًا، في هزّ استقرار الشعوب والدفع بها نحو مستقبل مجهول، نتيجة التنافس الشديد بين الدول العظمى من أجل البقاء.
ومن المتوقع أن تتصاعد الصراعات في الشرق الأوسط وقد تشمل العديد من الجوانب والأبعاد، من بينها:
1. تصاعد التوترات بين إسرائيل وحركة حماس.
2.تصاعد التوترات بين إيران والقوى الإقليمية والدولية.
3.زيادة النزاعات في الشرق الأوسط.
4.تأثير على عملية السلام الفلسطينية.