اثر التغيير المناخي على مناطق الاهوار في محافظة ذي قار
التغير المناخي
اثر التغيير المناخي على مناطق الاهوار في محافظة ذي قار
لا يغيب عن ذاكرة الجميع ما يشهده كوكبنا من تغيير مناخي كبير ومتسارع جعل الكثير من المهتمين يدقون جرس الانذار لتنبيه العالم الانساني بما يحيطه من اخطار بالغة جراء ذلك التغيير الحادث من خلال عبث الانسان ببيئته وجشعه في الاستفادة القصوى من موارد الكوكب دون اخذ الحيطة والحذر بالتعامل مع هذه الموارد ودراسة تبعات تلك الاعمال مما تسبب في احداث تغييرات مناخية هائلة في مختلف دول العالم .
ويقع بلدنا العراق في قلب هذا التغيير ويعد البلد الخامس الاكثر تأثرابالتغييرات المناخية بحسب الترتيب العالمي . ومحافظة ذي قار كونها تقع جنوب العراق فهي من اكثر المحافظات تعرضا لأضرار للتغيير المناخي من خلال تأثر اهم مصادر الحياة وهو( الماء) الذي كان الاكثر تعرضا لهذا التغيير , وكون المحافظة تضم في مناطقها الجنوبية والجنوبية شرقية المسطحات المائية المعروفة (بالأهوار) والتي تعتبر من مواقع التراث العالمي وتشكل نسبة 20 % من المساحة الكلية للمحافظة فقد ظهر اثر التغيير المناخي جليا في هذه المناطق والتي يقطنها ويستفاد من بيئتها حوالي 750000 نسمة . وان هذا التأثيرالقى بضلاله سلبا على المحافظة عموما من خلال عدة جوانب واهمها :
1- الجانب الاجتماعي : تأثرت مجتمعات مناطق الاهوار في المحافظة اجتماعيا نتيجة التغيير المناخي الذي تسبب في انخفاض مناسيب المياه في الاهوار وجفاف مساحات كبيرة منها الامر الذي ادى الى فقدان المواطنين لمصادر معيشتهم والارتحال الى مناطق اخرى سواء في المحافظة او المحافظات الاخرى طلبا للماء او لفرص عمل اخرى , وهذه الهجرة الداخلية تتسبب في بعض الاشكالات الاجتماعية جراء التغيير الحاصل في بعض العادات والتقاليد المحلية وعملية الاندماج الاجتماعي كل هذا يؤثر سلبا على العلاقات الاجتماعية بين مواطني الموطن الاصلي او المهاجرين وكذلك الضغط والتنافس على فرص العمل بين الجانبين .
2- الجانب الاقتصادي : كما هو معلوم ان تأثر مناطق الاهوار بالجفاف جراء التغييرات المناخية سيعود بالضرر الاقتصادي على مواطني هذه المناطق وكذلك عموم المحافظة من خلال فقدهم لثرواتهم وموارد اعمالهم من الثروة الحيوانية و السمكية و حتى النباتات الطبيعية وزارعة المحاصيل وانعدام السياحة التي كانت تشكل قسما من المردودات المالية التي ينتفع بها سكان الاهوار كل هذا سيتسبب بفقدان مصادر التمويل الاقتصادي الذي تعتمد عليه هذه المجتمعاتوتضطر للبحث عن فرص عمل اخرى في مناطق اخرى من المحافظة .
3- الجانب البيئي : وحيث ان مناطق الاهوار كمسطحات مائية واسعة تضم مساحات خضراء وتنوعا بيئيا متميزا تشكل عنصرا طبيعيا يساهم كثيرا في تحسين بيئة المحافظة فان الجفاف الذي يحصل في هذه المناطق سيؤثر كثيرا في زيادة الاحتباس الحراريوانعدام التنوع البيئي في المحافظة مع قلة وندرة الموارد الطبيعية فيها .
من خلال ما تقدم يمكن ان نضع بعض المقترحات التي تساهم في التخفيف من الاضرار الناجمة من التغيير المناخي في هذه المناطق واهمها :
1- وضع خطة مدروسة لخزن المياه من الجهات المختصة (وزارة الموارد المائية) تكون كافية لسد النقص الحاصل في مياه الاهوار في فترة الجفاف التي تتعرض لها هذه المناطق في كل موسم لغرض تجهيزها والتخفيف من الاضرار الى حد مقبول .
2- ايجاد طرق ووسائل مبتكرة من ذوي الاختصاص في مركز انعاش الاهوار لتوفير البدائل التي يمكن ان توفر المياه في موسم الجفاف لديمومة الحياة في هذه المناطق .
3- زيادة الضغط على دول منبع مصادر المياه من خلال الاتجاه باشراك المنظمات الدولية المهتمة بالتراث العالمي لتحقيق الضغط الدولي على هذه الدول لغرض توفير الحصة المائية الكافية لمناطقالاهوار التي تسهم في استمرا ر واستدامة الحياة في هذه المناطق .
2- دعم هذه المناطق من خلال انشاء معمل ومصانع متنوعة لغرض ايجاد فرص عمل لهم في مناطق سكناهم لتكون مصدرا معززا لتحسين الجانب الاقتصادي لهم يساهم في الاستدامة الاقتصادية للسكان .
3- اعداد ورش وخطط لتدريب وتطوير السكان المحليين لغرض زيادة كقائتهم في تطوير امكانياتهم الذاتية في الحصول على اعمال متنوعة تلائم الموارد المتاحة في البيئة